في منطقة هوارة بالمغرب، تنبعث أصداء من التراث الشعبي المميز، حيث تتجلى الروح الاجتماعية والثقافية في رقصة الدقة الهوارية. تعتبر هذه الرقصة جزءًا حيويًا من تراث المنطقة، وهي تحمل في طياتها قصصاً وتقاليد تعبر عن تلاحم المجتمع وروح التعاون.
أصول الدقة الهوارية:
تشتهر الدقة الهوارية بتعدد رواياتها المتنوعة التي تشير إلى أصولها. وفي أحد الروايات، يُحكى عن استدراج الأفعى بواسطة العزف على المزمار، حيث اندمجت حركاتها مع الرقص، مما أتاح للعيساوي فرصة لقتلها. وفي رواية أخرى، تتأتى رقصة الدقة الهوارية من الرقص حول الغزال أثناء موسم النزاهة بعد الموسم الفلاحي.
عناصر الدقة الهوارية:
1. الحران:
يعتبر الحران جزءًا أساسيًا من رقصة الدقة الهوارية، حيث يجتمع النساء والرجال للرقص والتعبير عن الفرح والتضامن. تتميز هذه الرقصة بالحركات القوية والتقنيات التي تعتمد على الضرب بالأكف والأرجل، مما يعكس ديناميكية الحركة والتناغم بين الراقصين.
2. الوناسة:
تعتبر الوناسة لحظة تعبير عن التضامن والتعاون في المجتمع الهواري. تقام هذه الرقصة بعد كل موسم فلاحي، حيث يشارك الناس في التجمعات الاجتماعية ويشاركون في الرقص والغناء للتعبير عن وحدتهم وروح المساعدة.
3. مراحل الوناسة:
– سيدي ضيافين الله: يشمل هذا الجزء التسليم على الحضور وطلب الضيافة من أهل البيت.
– اللغطة: يتم فيها الرقص والغناء بسرعة وحماس، يتخللها الناقوس كرمز للتنظيم والتوجيه.
– مرحلة الأداء: يلقي خلالها الرئيس أشعارًا ويتم الترديد عليها بمشاركة الجمهور.
– التقطيعة والركزة: تمثلان نقطة التوقف المؤقتة واستئناف الرقص بتفانٍ وحماس.
– الكلبة: تعكس هذه المرحلة براعة ومهارة الراقصين في تقديم أفضل أداء.
ختامًا:
تعكس رقصة الدقة الهوارية أبعادًا اجتماعية وثقافية هامة، حيث تعبر عن الترابط الاجتماعي والروح التضامنية التي تميز مجتمع هوارة. من خلال عناصرها المتنوعة ومراحل أدائها، تظل الدقة الهوارية تعبيرًا فنيًا راقصًا يحمل في طياته تاريخًا غنيًا وثقافة متجددة.
أخبار هوارة – أمين مصطفى
هوارة الحضارة